العائلة في جنوب أفريقيا
لطالما كانت مسألة وصف ماهية الأسرة في جنوب إفريقيا تتسم بالصعوبة؛ فلا يوجد معيار واحد لوصف الأسرة، ونحن لا نشير بذلك إلى الأسرة المُصغرة فحسب (الأب والأم والأبناء) ولكن إلى الأبناء ومقدمي الرعاية والأوصياء.
ينشأ الطفل ""المثالي"" في أسرة معيشية ذات عائل وحيد - عادة على يد الأم، وفي كثير من هذه الأسر المعيشية، تكون الأم عاطلة عن العمل. وهذا ناتج عن طبيعة الهجرة للعمل المتاح للوالدين. وثمة عامل رئيسي آخر هو الدور الذي يؤديه فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في تدهور الحالة الصحية لدى البالغين الذين يرعون الأطفال. ونظرا لتأثير فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والوفيات الناجمة عن العنف، فإن العديد من الأسر المعيشية في بلدنا أسر معيشية يرأسها أطفال. وفي عام 2008، اكتشفت هيئة الإحصاء أن أكثر من 2.4 مليون طفل ما يسمى بالأيتام الأبويين.
يُعتبر اللطيم (الطفل الذي فقد كلا الوالدين) معرض لخطر التغيب عن الدراسة والعيش في أسرة تعاني من نقص الغذاء والأمن. كما أنه معرض لخطر المعاناة من القلق والاكتئاب، وهو أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
أن تكون عائل وحيد – سواء باختيارك أو بحكم الضرورة
لحسن الحظ، في هذا اليوم لا يوجد تقصير مرتبط بالعائلة ذات العائل الوحيد بقدر ما كانت عليه. وقد أحدث تحسين الفهم والتسامح بشكل عام فرقًا هائلا في العمل البسيط المتمثل في السماح للبالغين لاتخاذ القرارات الصحيحة بأنفسهم ثم تركهم للتصرف في حياتهم الخاصة.
ولكن في جنوب أفريقيا قد لا تكون أسباب كون العائل الوحيد اختيارا بقدر ما هو بحكم الضرورة. مع انتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، ينشأ العديد من الأطفال في الوقت الحاضر في أسر معيشية ذات عائل وحيد أو حتى في أسر معيشية يرأسها أطفال. ومع وجود الفقر في هذا المزيج - يصبح تأثير تفكك الأسرة أسوأ بالنسبة للأطفال.
في حين أن عددا من النساء العازبات يخترن إنجاب طفل أو أطفال بمفردهم باستخدام الحيوانات المنوية من متبرع وتربيتهم بشكل مستقل، فإن كونك والدة وحيدة في جنوب إفريقيا لا يكون عادةً عن طريق الاختيار.
يمكن للأبوين إما اتخاذ قرار واعٍ بالانفصال عن أطفالهم وتربيتهم بمفردهم أو، بسبب العديد من الظروف المساهمة، يصبح الانفصال ضرورة - على سبيل المثال عندما يضطر الأب إلى الذهاب والعثور على عمل في مكان آخر.
تعمل عائلات العائل الوحيد بطريقة مختلفة عن العائلات المكتملة. ويعني الانفصال عمومًا قدرا عادلا من التغيير والتنظيم مع جميع الأفراد المعنيين. ويسهم الاتصال الواضح والصبر والتسامح إسهاما كبيرًا في تحديد ما الذي تشتمل عليه هذه القواعد الجديدة.
لماذا يُعتبر هذا أمر صعب جدا؟
تُعتبر العناية بالأسرة أمرًا مكلِفاً، وكثيرا ما يؤدي الانخفاض إلى أجر واحد إلى صعوبات مالية. وعلى الرغم من أن القبول يتغير، فإن الواقع هو أن عائلة العائل الوحيد لا تزال معرضة بدرجة أكبر لخطر التعرض للحرمان الاجتماعي. ازداد عدد الأطفال الذين يتلقون منحة رعاية الطفل بنسبة 88 % بين عامي 2005 و2009 من 271817 إلى 511479. استُخدمت المنحة على نحو متزايد لتقديم الدعم المالي لمقدمي الرعاية الذين يعتنون بالأطفال الذين توفي آباؤهم الحقيقيين بسبب الإيدز. وفي عام 2010، بلغت هذه المنحة 710 راند شهريًا.
للتقدم بطلب للحصول على مساعدة من وزارة التنمية الاجتماعية، تفضل بزيارة موقعهم على الإنترنت، http://www.dsd.gov.za/
مرحلة ما بعد الانفصال
لم يعد بالإمكان مشاركة القرارات الأبوية اليومية المتعلقة بأداء الأسرة المعيشية. ويتمثل الاتجاه في أن يقوم العائلان الوحيدان بهذا مع أطفالهما بدلا من الوالد الآخر. ماذا نأكل على العشاء، أين نذهب في عطلة، كيف نقضي وقت الفراغ - هذه كلها مجالات مشتركة للتفاوض. وهذا من الممكن أن يُجني ثماره بطبيعة الحال، لأن الأطفال يشعرون بالمشاركة؛ وأنهم موضع ثقة لدي أباءهم وأن لهم رأي فيما يفعلونه. ولكن يمكن أن يسبب ذلك مشاكل أيضًا. نظرًا لوجود خط رفيع بين الوالدين فيما يتعلق بأطفالهم، بينما لا يزال لهم القول المطلق عندما يتعلق الأمر بأي قرار نهائي يتخذ بحقهم.
انتهاء الضغط
وإذا كان سبب انفصال العلاقة هو العنف أو الكحول أو تعاطي المخدرات أو غير ذلك من الظروف السامة، يمكن أن يكون هناك شعور بالارتياح الشديد للجميع عند انتهاء العلاقة. ومع ذلك، إذا كان هناك حزن وأسي على مغادرة أو وفاة الوالد الآخر، فمن المستحيل تحديد المدة التي سيستغرقها تعافي الأسرة.
من الجدير بالذكر أن الأطفال يُصبحون بأفضل حال في أن تتم تربيتهم على يد أحد الوالدين المحبين، ويكون قادرًا على بذل جميع جهوده عليهم، بدلاً من الاضطرار إلى التعامل مع علاقة متضاربة أو مع والديهما اللذين يتشاجران طوال الوقت. لا يتم دائمًا المساس بعائلات العائل الوحيد. في الواقع، قد تكون أكثر حماية وصحة من العائلات المكتملة حيث يوجد خلل وظيفي.
هل من الضروري الحصول على استشارة؟
يمكن أن تكون المشورة قيمة للغاية في مساعدة أفراد الأسرة على التوصل إلى تغييرات جوهرية في بنية عائلتهم. على الرغم من أنكم جميعاً قد تكونون أعضاء في نفس المجموعة العائلية، يتمتع كل فرد بتجاربه الخاصة، الفريدة من نوعها. لن يُحدد علم الأحياء ما هو المصير، وعلى الرغم من أن الأطفال قد يتشاركون نفس الحمض النووي، إلا أنهم قد يكونوا أشخاص مختلفين جدًا. وتلعب المرونة والمزاج والشخصية دوراً كبيراً في كيفية استجابة الطفل للتحول نحو البقاء في عائلة الوالد الوحيد.
لا تفترض أنه لمجرد أن أطفالك لا يقولون ذلك، فإنهم يشعرون بحالة جيدة. فيمكن للتغييرات في السلوك، وإهمال الواجبات المدرسية، وأنماط الأكل والنوم، وانخفاض مستويات الطاقة أن تعكس جميعها الضغط العاطفي. يُعد طبيبك العام بمثابة نقطة انطلاق مثالية ويمكن أن يحيلك إلى الدعم النفسي المناسب. للمزيد انظر القائمة الواردة أدناه
لكنه ليس دوري في الرعاية!
يجد العديد من الوالدين المنفصلين حديثًا صعوبة الاضطرار إلى التنظيم والتخطيط ثم الاهتمام بكل تفاصيل الأسرة المعيشية. لهذا السبب، يميل أطفال الوالدين الوحيدين إلى فعل المزيد. كما أنهم يتحملون مسؤولية أكبر عن مجموعة أكبر من الأعمال المنزلية مقارنة بالأطفال في الأسر المزدوجة الوالدين.
هذا يمكن أن يعزز استقلالهم ومهاراتهم في اتخاذ المبادرة عندما يرون أن هناك حاجة إلى القيام بشيء ما. ولكن يمكن أن يسبب أيضا مشاكل في الفصول الدراسية وبين أقرانهم، الذين قد لا يكون لديهم نفس الدرجة من المسؤولية. ويمكن أن تؤثر المسؤولية الإضافية أيضا على وقت فراغ الطفل. إذا كان ذلك يصرف انتباههم بعيدًا عن اللعب وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء أو الرياضة قد يؤدي ذلك إلى حدوث مشكلة.
الجيد والسيئ
قد لا تكون قدرة الطفل على تحمل المسؤولية في المنزل بنفس الدرجة في الفصول الدراسية. ربما يكون من المفيد للوالدين إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع المدرسة وغيرها من المشاركين في رعاية الطفل.
كثيرا ما يبدي أطفال الأسر المعيشية ذات الوالد الوحيد نضجًا واعتمادا على الذات ومسؤولية أكبر من الأطفال من نفس العمر في الأسر المعيشية ذات الوالدين المزدوجين. وثمة إيجابية أخرى هي أن علاقتهم مع والديهم الداعمين تميل إلى أن تكون وثيقة، لا سيما إذا كان هناك طفل واحد فقط.
بغض النظر عن مقدار الدعم العملي الذي يمكن أن يساهم به الأطفال، فمن الجدير بالذكر أن دورهم لا يتمثل في أن يصبحوا مقربين أو مستشارين لوالدهم. فمن الأفضل ترك هذا الموقف للبالغين المحايدين الآخرين، الذين ليس لديهم نفس الاستثمار العاطفي. من المنطقي أن يشعر الوالدين وأطفالهم بأنهم قريبون عاطفياً ومرتبطون ببعضهم البعض. ومع ذلك، يحتاج الوالدان في بعض الأحيان إلى وضع حدود حول بعض المجالات في حياتهم لا يريدون أو يحتاجون مشاركتها.
يُعتبر الأمن المالي واحتياجات الرعاية الصحية الخاصة بهم والقرارات المتعلقة بالمواعدة والعلاقات الجنسية مع شخص بالغ آخر مجالات ""محظورة"" للتفاوض المشترك مع طفل معال.
للحصول على الدعم العاطفي والنفسي تواصلي مع:
• جمعية الأسرة والزواج في جنوب أفريقيا (FAMSA)(011) 975 -7106/ 7
• مركز الحياة الأسرية
• عيادات ماري ستوبس- مركز الاتصال المجاني: 0800117785
• مجموعات دعم شؤون الأمهات
• مجموعات تمكين الأمهات
